صفات المنافقين، لاشك في أنّ المنافقين هم أشد أعداء الأمة الإسلامية خطورة، حيث ذكرهم الله -تبارك وتعالى- في القرآن الكريم في كثير من المواضع وقال عنهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ” إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكُم بعدي كلُّ مُنافقٍ عليمِ اللِّسانِ”، ومن خلال موقع موسوعة سوف نتطرق للحديث عن تعريف المنافقين وصفاتهم وخطورتهم على الدين والمجتمع الإسلامي وعلى عقابهم الذي توعّدهم به الله تعالى.
تعريف المنافقين
إنّ المنافقين هم الذين يظهرون خلاف ما يبطنون، حيث ابتلي بهم المجتمع المسلم في كثير من النواحي والمجالات المختلفة، فهم يظهرون بمظهر الإنسان حسن الصفات والأخلاق، لكنهم في الحقيقة على النقيض تمامًا من ذلك، يتمنون الشر وكل سوء للدين والمجتمع المسلم، فنجدهم في مجالات السياسة، وقريبين من أنظمة الحكم في الدولة، وفي الإعلام يقلبون الحقائق، وفي مختلف الأصعدة داخل المجتمع.
صفات المنافقين
لقد ضيّع المنافقون حياتهم، وخسروا جينهم ودنياهم، بصفاتهم الشنيعة التي يحملونها وعقيدهم الفاسدة، ويمكننا أن نجمل صفاتهم فيما يلي:
- فتنة الناس: حيث أنهم يقومون بفتنة الناس ويسوسوا لهم كما يفعل الشيطان، قال تعالى: “لَوْ خَرجُوا فِيكُمْ مَا زَادوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ لَقَدِ ٱبۡتَغَوُا۟ ٱلۡفِتۡنَةَ مِن قَبۡلُ وَقَلَّبُوا۟ لَكَ ٱلۡأُمُورَ حَتَّىٰ جَاۤءَ ٱلۡحَقُّ وَظَهَرَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَهُمۡ كَـٰرِهُونَ” (التوبة: 47 ـ 48).
- المكر والخداع: فهم ماكرون خبيثون يقومون بخداع الناس بتسترهم بلباس الدين والأخلاق، يقول الله تعالى: “وَمِنۡهُم مَّن یَقُولُ ٱئۡذَن لِّی وَلَا تَفۡتِنِّیۤ أَلَا فِی ٱلۡفِتۡنَةِ سَقَطُوا۟ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةُۢ بِٱلۡكَـٰفِرِینَ” (التوبة: 49).
- حب الشر للآخرين: فهم يضمرون الشر ولا يحبون الخير لأحد ولا يحبون سوى أنفسهم، يقول الله تعالى: “إِن تُصِبۡكَ حَسَنَةٌ تَسُؤۡهُمۡۖ وَإِن تُصِبۡكَ مُصِیبَةٌ یَقُولُوا۟ قَدۡ أَخَذۡنَاۤ أَمۡرَنَا مِن قَبۡلُ وَیَتَوَلَّوا۟ وَّهُمۡ فَرِحُونَ” (التوبة: 50).
- الحلف بالكذب: فهم يحلفون كذبًا بالله حتى يصدقهم الناس ويكثرون من الأيمان المغلظة، يقول الله -جلّ وعلى: “وَیَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمۡ لَمِنكُمۡ وَمَا هُم مِّنكُمۡ وَلَـٰكِنَّهُمۡ قَوۡمٌ یَفۡرَقُونَ” (التوبة: 56).
- الهمز واللمز للآخرين: فهم يهمزون الناس بعيوبهم عند غيابهم ويلمزونهم طعنًا في وجوههم.
- عدم الرضى بما قسم الله: فهم لايرضون بما يقسمه الله لهم ويطمعون بكل شيء ويرون أنهم أحق بكل الخير والمال.
- الإفساد في الأرض: فهم يمشون ويعيثون في الأرض كل شر وظلم وسوء مع أنهم يدعون الإصلاح ونشر الخير.
- نقض العهد: فهم لا يوفون بعهودهم وكلامهم ومواثيقهم.
- يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام: حيث تحسبهم مؤمنين من ألسنتهم الحلوة ولكن الله يكشف زيف قلوبهم ويفضح حالهم، يقول تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ”.
جزاء وعاقبة المنافقين
وعد الله المنافقين بعذاب كبير جزاءً على أفعالهم وما يكيدونه للإسلام والمسلمين، محذرًا إياهم من عاقبة أفعالهم، وفيما يلي نذكر بعض الآيات التي يتوعد بها الله المنافقين:
- يقول الله -تبارك وتعالى-: “يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (الحديد: 13 ـ 15”.
- ويقول -سبحانه وتعالى-: “وَعَدَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ” (التوبة: 68).
- وقال الله -عز وجل-: “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا” (النساء: 145 ـ 146).
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال والذي تعرفنا فيه على من هم المنافقين، وذكرنا فيه أبرز صفاتهم، وكذلك تعرفنا فيه على عقوبتهم التي توعدهم بها الله -تبارك وتعالى-.